صفه الصلاه على النبى
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ومن أتبعه إلى يوم الدين .
أما بعد ؛؛؛
أخى / أختى: إن الله ( سبحانه وتعالى ) يصطفى من خلقه ما يشاء (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) وقد وقع التفضيل والاختيار من الله (سبحانه وتعالى) على بنى آدم والملائكة أيضاً (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) فاصطفى الله من الملائكة (جبريل) ( عليه السلام ) كى ينزل بالوحى على رسل الله .. واصطفى من الناس الرسل (صلوات الله عليهم ورحمته أجمعين ) وجعل محمداً عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) افضل الخلق والرسل أجمعين ومن الآيات التى أعلى فيها مكانة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم ) ولم يرد مثلها لأى نبى أو رسول من قبل قول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) والآية الكريمة بذلك تفيد استمرار الصلاة على النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم ) وقوله تعالى : (وَمَلائِكَتَهُ) إشارة إلى عظيم قدرهم بإضافتهم إلى الله تعالى ، وذلك مستلزم لتعظيمه (صلى الله عليه وسلم ) بما يصل إليه منهم ، وفيه التنبيه على كثرتهم وأن الصلاة منهم واصلة إليه (صلى الله عليه وسلم ) على مر الأيام والدهور وهذا أبلغ تعظيم وأكمل تشريف وأزكاه للنبى الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) ، وهنا يأتى الأمر القرآنى بالصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وفيه أيضاً إرشاداً للمؤمنين أن يعتنوا بالأمر حتى يفوزوا بقربه (صلى الله عليه وسلم ) وأيضاً لأنه (صلى الله عليه وسلم ) سبب هدايتهم وإرشادهم لما فيه خيرهم فى الدنيا والآخرة 0
- صفة من يصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
(1) - موافقة صلاتنا على الحبيب مع رب العزة – سبحانه و تعالى – الذى يصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم ) مع اليقين أن الصلاتين مختلفتان فصلاة الله على رسوله (صلى الله عليه وسلم ) ثناء وتشريف أما صلاتنا فهى دعاء وسؤال إلى الله تعالى أن يعلى قدر نبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم ) ويعظم شأنه .
(2) - التخلق بخلق الملائكة الكرام الذين يصلون على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .
(3) - إتباع الأمر الإلهى الوارد فى القرآن بالصلاة والسلام على إمام المتقين (صلى الله عليه وسلم ) وذلك وارد فى صورة الأحزاب .
(4) - يحصل من صلى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مرة واحدة على فضل عظيم وهو أن الله تعالى ينعم على العبد بأن يعطيه عشر أضعاف ما فعل ، مع اختلاف عظيم ألا وهو أن ذكر الله أعظم وأجل من ذكر العبد للنبى (صلى الله عليه وسلم ) والدليل على ذلك قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) " من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا " رواه مسلم ، وقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله (صلى الله عليه وسلم ) : " من صلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين مرة " رواه أحمد بإسناد حسن .
(5) - أن المصلى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يرفع له بها عشر درجات .
(6) - ويحط ( يمحى ) عنه عشر خطيئات للحديث الشريف : " من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات " رواه النسائى .
(7) - أن الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تعدل – بالإضافة إلى ما سبق - عتق عشر رقاب ، وهذا المعنى وإن كان ورد فى حديث ضعيف ولكن يؤكد معناه ما ورد ثابتاً عن أبى بكر - رضى الله عنه - أنه قال : " الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم ) أفضل من عتق الرقاب " .
(8) - ومن فضل الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم ) أنها سبب فى شفاعته سواء أكانت الصلاة مستقلة بذاتها ، أم مقرونة بسؤال الوسيلة له (صلى الله عليه وسلم ) وقد روى الطبرانى بسند حسن عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : " من قال اللهم صلى على محمد ، وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتى " ، وأيضاً ما قاله الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرا ، ثم سلوا لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت له شفاعتى " رواه مسلم .
(9) - جعلها الله سبباً لكفاية العبد ما أهمه فى أمر دنياه وآخرته ، والدليل على ذلك حديث أبى بن كعب - رضى الله عنه - قال : " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه ، قال أبى بن كعب : فقلت يا رسول الله إنى اكثر الصلاة فكم اجعل لك فى صلاتى (دعائى) ؟ قال : ما شئت ، قال : قلت : الربع ؟ قال : ما شئت ، وإن زدت فهو خير لك ، قال : فقلت فثلثين ؟ قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك ، فقلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟ قال : إذا يكفى الله همك ويغفر لك ذنبك " رواه أحمد والترمذى والحاكم .
(10) - قرب العبد من الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامة والدليل : " أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة " رواه الترمذى ، فهنيئاً لمن يكون قريباً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامة .
(11) - رد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) السلام والصلاة على المصلى والمسلم عليه بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم ) لحديث أبى هريرة : ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحى حتى أرد عليه السلام " رواه أبو داود .
(12) - أن الملائكة تحمل صلاتنا على النبى (صلى الله عليه وسلم ) وتبلغها له لحديث الشريف : " إن لله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغونى من أمتى السلام " حديث صحيح .
(13) – سبب فى أن يقوم العبد على الصراط بعد أن كان يزحف ويحبو عليه لقوله (صلى الله عليه وسلم ) " ورأيت رجلاً من أمتى يزحف على الصراط ويحبو أحياناً فجاءته صلاته على فأقامته على قدميه وأنقذته " ، كذلك تسكن من رعدة العبد وهو يسير على الصراط لقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) : " ورأيت رجلاً من أمتى يرعد على الصراط كما ترعد السعفة فجاءته صلاته على فسكنت من رعدته " .
(14) – ومن فضل الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يرجى قبول الدعاء إذا قدمها الداعى أمامه ، فقد روى النسائى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمع رجلاً يصلى فمجد الله وحمده ، وصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال النبى (صلى الله عليه وسلم) " أدع تجب وسل تعطه " إسناده صحيح ، وأيضاً أن الدعاء إذا كان بين صلاتين على النبى (صلى الله عليه وسلم) فإنه يقبل لوجوده بين مقبولين .
(15) – وهى سبب فى صلاة الملائكة على المصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) للحديث : " من صلى على صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى على .. فليقل عبد من ذلك أو يكثر " حديث صحيح .
أخى / أختى .. هذا رسولك .. هذا رسولك الذى أرسله الله ليرشدنا إلى طاعته ويبين لنا طريق الجنة ويهدينا إلى سواء السبيل إنه الرحمة المهداه للخلق أجمعين قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) هو الحبيب الذى نتمنى قربه وشفاعته يوم القيامة أفليس من حقه علينا أن نصلى عليه ولقد علمت ألان كم لهذه الصلاة من أفضال فهل سارعت لذلك ؟ وهل أفسحت لها فى قلبك حتى تؤديها حباً وشوقاً طاعة للرحمن وأداء لحق الرسـول (صلى الله عليه وسلم) .
ويأتى هنا السؤال فإذا كان صفة وأفضال الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما سبق فما حال وصفة من لا يصلى عليه (صلى الله عليه وسلم) .
- صفة من لا يصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
(1) - وصفه بالبخل كما جاء عن على بن أبى طالب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على ) صحيح .
(2) – وصفه بالشح قال (صلى الله عليه وسلم) : ( كفى به شحا أن اذكر عند رجل فلا يصلى على ).
(3) – الدعاء عليه بالبعد أى الطرد من رحمة الله وبذلك يحرم الخير ذلك لقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( احضروا المنبر فاحضرنا فلما ارتقى درجة قال : آمين ، فلما ارتقى الثانية قال : آمين ولما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين ، فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً لم نسمعه قال (صلى الله عليه وسلم) : إن جبريل عرض لى فقال : بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت : آمين ، فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين ، فلما رقيت الثالثة قال : بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت :آمين .
(4) – وصفه بالشقاء وذلك من رواية الحديث ( شقى عبد ذكرت عنده ولم يصلى عليك ) .
(5) – الدعاء عليه برغم الأنف ففى رواية عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصلى على ) .
(6) – يخطئ طريق الجنة قال (صلى الله عليه وسلم) ( ومن نسى الصلاة على خطئ طريق الجنة ) صحيح .
(7) – أن من جلس فى مجلس فلم يذكروا الله ولم يصلوا عليه (صلى الله عليه وسلم) كان هذا المجلس عليهم حسرة يوم القيامة لحديث أبو هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ) صحيح وفى رواية ( إلا قاموا عن انتن جيفة )
- المواطن والأوقات التى يصلى عليه (صلى الله عليه وسلم) فيها :-
كلما ذكر اسمه الشريف – فى التشهد الأول – فى التشهد الأخير من الصلاة : وقد اتفق على مشروعية الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا الموضع واختلف فى حكمه على النحو التالى :
بعد إجابة المؤذن – عند الشدائد والهم – قبل وبعد الدعاء – فى صلاة الجنازة – عند الحاجة – فى الصباح والمساء – يوم وليلة الجمعة – عند دخول المسجد والخروج منه – عند اجتماع القوم وقبل تفرقهم – وأيضاً إذا ارتكب العبد ذنباً لقوله (صلى الله عليه وسلم) ( صلوا على فإن الصلاة على كفارة لكم ) .
- المواطن التى لا يستحب فيها الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
وكره الصلاة عليه عند التعجب ، وقال لا يصلح الصلاة عليه إلا على طريق الاحتساب وطلب الثواب – كره الأحناف للتاجر أن يصلى على النبى عند فتح بضاعته وعرضها على المشترى إذا قصد بذلك تحسين بضاعته وترغيب المشترى لا الاحتساب وطلب الثواب وقالوا ينبغى أن يحمل على الكرهة التحريمية وإذا قصد المثوبة وغيرها فتكون كراهة تنزيهية (والله أعلم) – و يحرم التسبيح والتكبير والصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) عند عمل محرم ومن ذلك عند الإعجاب بامرأة تمر أمامه أو بمرتكب لمعصية أو غير ذلك .
كذلك يجب على المسلم أن يراجع نفسه فيما يفعله من قسم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد ورد النهى عن أن يقسم المسلم بغير الله تعالى .
- الصيغ المأثورة فى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
(1) عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال : لقينى كعب بن عجرة – رضى الله عنه – فقال : ألا اهدى لك هدية ؟ إن النبى (صلى الله عليه وسلم) خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك ؟
قال : " قالوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت عى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " رواه البخارى .
(2) وعن أبى سعيد الخضرى قال : قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلى ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .
(3) وعن أبى حميد الساعدى – رضى الله عنه – قال: قالوا: يا رسول الله كيف نصلى عليك ؟ قال: "قولوا: اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
(4) عن أقبى مسعود البدرى قال : أتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن فى مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله أن نصلى عليك يا رسول الله فكيف نصلى عليك ؟ قال : فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم " .
- معنى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فما معنى صلاة الله على النبى (صلى الله عليه وسلم) ؟ وصلاة الملائكة عليه (صلى الله عليه وسلم) ؟ وصلاتنا عليه (صلى الله عليه وسلم) ؟ .. صلاة الله – سبحانه وتعالى – على النبى (صلى الله عليه وسلم) هى ثناؤه عليه وتكريمه فى الدنيا برفع ذكره وفى الآخرة بتشفيعه وقال القشيرى : صلاة الله على النبى (صلى الله عليه وسلم) رحمة واعترض بعض العلماء على ذلك .. أما صلاة الملائكة على النبى (صلى الله عليه وسلم) تعنى الدعاء له والاستغفار وقيل : الصلاة من الملائكة طلب الزيادة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. أما صلاة المؤمنين فهى دعاء من المؤمنين إلى الله أن يصلى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهى منا طلب لعلو مكانته وفيها إظهار لفضله وشرفه والمؤمنون أحق الناس بالصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما نالهم ببركة رسالته من الخير ولما يعود عليهم من الخير إذا هم صلوا عليه (صلى الله عليه وسلم) .
- معنى السلام على الرسول (صلى الله عليه وسلم) :-
والسلام بمعنى التحية والانقياد والإذعان وتركم المخالفة قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
هل تجوز الصلاة على سائر الأنبياء .. تجوز على سائر الأنبياء بلا كراهة لما روى عن انس مرفوعاً : ( صلوات على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثنى ) ويؤكد ذلك ما ورد فى الحديث الصحيح فى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) " كما صليت على إبراهيم " وإذا كانت الأحاديث ورد فيها الصلاة على "آل محمد" فمن باب أولى تكون جائزة على سائر الأنبياء والمرسلين .
- أخى/أختى الاحباء .. وبعد أن عشنا مع فضل الصلاة والسلام على النبى المحتار (صلى الله عليه وسلم) ورأينا الزهور والخيرات التى تعود علينا كلما اطعنا الله بتكرار الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) كان علينا أن نتعرف على بعض حقوق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطاعته ومنها :
طاعته طاعة لله (عز وجل ) لقوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)
طاعته من أركان الإيمان قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .
طاعته سبب فى الهداية قال تعالى : ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواُ) .
طاعته سبب فى الرحمة قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
طاعته تجمع المطيع من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قال تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) .
طاعته سبب فى دخول الجنة قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
اتباعه علامة حب العبد لربه وسبب فى حب الله لعبده قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
اتباعه سبب فى مغفرة الذنوب : ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
- وقد وردت أحاديث كثيرة فى ضرورة ولزوم الاعتصام بالكتاب والسنة ومنها :-
1 - عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى ) رواه البخارى .
2 – عن أبى موسى عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال : ( إنما مثلى ومثل ما بعثنى الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال إنى رأيت الجيش بعينى وإنى أنا النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم . فذلك مثل أطاعتى فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصانى وكذب ما جئت به من الحق ) رواه البخارى .
3 – وعن العرباص بن سارية فى حديثه فى موعظة النبى (صلى الله عليه وسلم) انه قال : ( فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أبو داود وإسناده صحيح .
4 – وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه .
5 – وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت : ( صنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئاً فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخطب فحمد الله ، ثم قال : ( ما بال أقوم يتنزهون عن الشىء أصنعه ! فو الله إنى لأعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ) متفق عليه .
والأحاديث فى هذا الباب كثيرة ونكتفى بما أشرنا إليه .
- من السنن المهجورة :-
الذهاب المبكر إلى صلاة الجمعة .
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة .
تيسير الزواج وعدم وضع العوائق المادية فى طريق طالبى الزواج .
الصدقة الجارية .
السلام على من عرفت ومن لم تعرف .
صلاة الفجر بالمساجد (وهو أمر يؤكد عليه العلماء حتى جعلوا الصلاة بالمساجد واجب أو فرض كفائياً وعند بعضهم سنة مؤكدة ) .
الجلوس بعد الصلاة لختمها حسب المأثور .
أداء حق الطريق من غض البصر وإماطة الأذى وإرشاد الضال .
أين نحن ؟
- أخى المسلم الكريم .. أختى الفاضلة :-
أين نحن من حقيقة الطاعة والاتباع للرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى جميع أمر حياتنا ؟
1 – أن القرآن العظيم كلام الله ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أنزله تبياناً لكل شىء .
2 – أن الإسلام دين يحتوى على العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات ، وإن المسلم يجب عليه أن يتبعه فى جميع أمور حياته .
3 – أن أركان الإيمان هى : الإيمان بالله وتوحيده وتنزيهه ، الإيمان بالملائكة والكتاب والنبيين والدار الآخرة والقدر خيره وشره .
4 – أن المسلم يجب عليه أن يخلص العبادة لله وحده وكذلك فى الاستعانة : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .
5 – أن القران الكريم والسنة المطهرة هما المصدران لكل أمور الدين ، وان أقوال العلماء والسلف يجب أن تكون موافقة لهما .
6 – أن من اخطر الأمور على الدين اتباع الهوى ، والبدع .
7 – إننا نحب الأولياء والصالحين ولكن نعتقد انهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعاً ولا ضراَ ، ولذا فإنا لا نسأل إلا الله : ( يا غلام إذا سألت فاسأل الله… ) .
8 – النذر عبادة .. ولذا لا يجب إلا لله تعالى وحده .
9 – صدورنا تسع الخلاف الفقهى فى الفروع ولا نحب التعصب ، ونقبل الاجتهادات ما كان لكل مجتهد دليله من الكتاب والسنة وما بنى عليهما .
10 – نسع الناس ما وسعهم الإسلام .
11 – نحب المسلمين ونوسع لهم فى قلوبنا حباً فى الله ، ومن محبتنا لهم أن نؤدى إليهم حق النصح ونقبل منهم النصيحة .
12 – المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ، ولذا فكل مصاب فى ارض المسلمين هو مصاب فى نفسى ـ وقلبى ينزف حزناً على ارض فلسطين .
13 – الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر صفة من صفات الخيرية لهذه الأمة المحمدية ، لذا يلزم المسلمون القيام به بضوابطه الشرعية .
14 – امتلاك الدنيا وتسخيرها لدين الله هو الزهد الحقيقى ، والحشية هى تقوى الله ، والموت أول منازل الآخرة ، وكفى به للمرء واعظاً .
15 – نحن خلقنا فى الدنيا ولكنا راحلون منها للآخرة ، والدار التى نحن راحلون إليها أحق أن نعتنى بها .
16 – الأخلاق جماع الخير ، بها يحبك الناس وبها تكون قريباً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة .
17 – الرزق الحلال مطهرة للعبد ، محبة لخلق ، مرضاة للرب .
أخى المحب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ...
أختى المحبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ...
فلتذكر …
فضل الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
والأوقات والمواطن المرغب فيها الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) .
ولنذكر وجوب طاعته والتأسى به (صلى الله عليه وسلم) .
ولنذكر الخيرات المرجوة من وراء ذلك كله .. ولنحرص على طاعته والصلاة عليه (صلى الله عليه وسلم) .
(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)